كثيرا وكثيرا جدا يطلق الناس على ذوي صعوبات التعلم أنهم متخلفين أو غير ذلك وكله بسبب ضعف تحصيلهم أو بسبب ميزات خاصة تميزهم عن أقرانهم تترك أثرا سلبيا في نفوسهم كأطفال والحقيقة تكمن في أهمية تشخيصهم تشخيصا دقيقا حتى يأخذوا مكانهم الصحيح ولا يعدّ هذا الكلام انتقاصا لهم بقدر ما هو إنصاف لهم حتى يأخذ كل مكانه الصحيح ، وكثيرا من الأباء والأمهات يطلقون عليهم لقب الأذكياء لولا أنهم كذا وكذا قاصدين صعوبتهم وأنا معهم في تماما فيما يقولون لأنهم بالفعل أذكياء أو على الأقل يقعون في فئة الذكاء الطبيعي. وفيما يلي الفارق بينهم وبين أقرانهم من بطيئي التعلم و المتأخرين ذهنيا:
الفرق الأول ( القدرات العقلية )
إن ذوي صعوبات التعلم هم من يقعون في مستوى الذكاء الطبيعي وأعلى من ذلك فعلى اختبارات الذكاء والتي يكون انحرافها المعياري 15 درجة يبدأ ذكاؤهم من 85 فما فوق ولا يمكن ان يكون أدنى من ذلك أما على اختبارات الذكاء ذات الإنحراف المعياري 10 درجات فهم يقعون مافوق 90 درجة وهنا لا بد أن أشير إلى أن درجة الذكاء ليست من 100 كما يفهمها البعض. ( شاهد الرسم التوضيحي) .
بينما وحسبما يوضح الرسم البياني منطقة وقوع وتصنيف ذوي بطئ التعلم وذلك ما يشير بوضوح إلى أن ذوي صعوبات التعلم ليسوا غير عاديين من حيث الذكاء رغم أن هناك آراء تنادي بإدراج من هم من ذوي بطئ التعلم في فئة صعوبات التعلم . وبالنسبة للتأخر الذهني والرسم يحددهم حيث تقع درجة ذكائهم ما دون 70 درجة وهناك يأخذون تصنيفات خاصة بهم حسب الانخفاض في الدرجة.
الفرق الثاني ( السلوك التكيفي والتكيف الإجتماعي )
إن ذوي الصعوبات التعلمية في الغالب يبدون مستوى مناسبا من السلوك التكيفي والتكيف الاجتماعي وأحينا كثيرة يبدون ذكاءً اجتماعيا يفوق أقرانهم العاديين وبحسب رأئي فإن الاختلاف في التكيف الذي لديهم يعود سببه إلى شعورهم بصعوباتهم وبعض الممارسات التي تمارس عليهم من قبل الآخرين ذلك لأنهم لا يفهمونهم وذلك ما ينعكس سلبا على تقديرهم لذاتهم ( انظر قصيدة كن صديقي في المدونة ).
أما فيما يخص ذوي بطئ التعلم فهم يختلفون من فرد لآخر رغم أن هناك الكثير من المؤشرات على وجود سمات الخجل وبعض الانعزالية وعدم اثارة الفوضى مثل اقرانهم العديين.
والطرف الثالث من أقرانهم وهم المتأخرين ذهنيا يبدون خللا في سلوكهم التكيفي و يتأثر هذا الخلل بشدة الإعاقة وذلك ما نص عليه تعريف االتاخر الذهني صراحة حيث اشترط مرافقة انخفاض القدرات العقلية للسلوك التكيفي بما في ذلك التكيف الاجتماعي .
الفرق الثالث ( المظاهر الجسدية ) 
إن ذوي صعوبات التعلم لا يبدو عليهم أية مظاهر جسدية في حين انهم أحيانا يـُنظر إليهم على أنهم أطفالا أنيقين إذ يهتمون بمظهرهم الشخصي فيما قد يبدو منهم كمحاولة لإخفاء صعوباتهم وتعويضا نفسيا عمّا يشعرون به . وأشارت بعض الدراسات إلى أن بطيئي التعلم قد يبدو عليهم بعض المظاهر وكلمة قد هنا تشير إلى الإحتمالية وليست الحتمية. وفيما يخص ذوي التأخر الذهني فهم في الغالب يبدون مظاهر جسدية واضحة وعلى سبيل المثال لا الحصر فئة متلازمة داون .
الفرق الرابع ( التحصيل الدراسي )
إن ذوي صعوبات التعلم يمتازون بالتباين في التحصيل الدراسي إذ أنه ليس بالضرورة أن ينخفض تحصيلهم الدراسي في جميع المواد ولربما ليس في جميع مهارات المادة الواحدة وذلك ما أشرت إليه في تتحليل التعريف بالتجلي حيث أنهم قد ينخفض تحصيلهم في القراءة مثلا ويكون ممتازا في مهارات أخرى في اللغة العربية إن سلمت ههذه المهارات من مهارة االقراءة. وهو ذات الحال فيما يخص الرياضيات والعمليات الحسابية ومثال آخر أنهم، قد يعانون من صعوبات في مهارات اللغة وانخفاضا في تحصيلهم فيها ولا توجد لديهم مشاكل في باقي المواد.
أما فيما يخص ذوي بطئ التعلم فهم في الغالب يعانون من انخفاض في مستوى التحصيل قد يقارب الطبيعي أحيانا والمتوسط والمنخفض أحيانا أخرى ولكنه يتميز بعدم التباين الكبير بين المواد . أما المتأخرين ذهنيا فهم من ذوي التحصيل المنخفض في جميع المواد ذلك بالطبع إن كانت االمواد المحددة هي للعاديين .